الأورام الليفية Uterine fibroids
إنّ مِن أكثر الأورام الحميدة شيوعًا الأورام الليفية، وهي أورام عضلية غير سرطانية تنشأ من النمو غير المُنضبط للعضلات والأنسجة الليفية، وأوضح مثال على الأورام الليفية أورام الرحم الليفية، وأورام الثدي الليفية.
نقدم إليكم في هذا المقال دليلًا شاملًا عن الأورام الليفية.
الأورام الليفية في الرحم
تُشير التقديرات إلى أن نسبة عالية من النساء يُعانين من الأورام الليفية في الرحم، وعندما تبلغ السيدة الخامسة والأربعين من عُمرها فإن نسبة الإصابة تصل إلى 70%، وتزداد النسبة في سن الخمسين، ويَرِدُ أن يكون ورمًا ليفيًّا واحدًا، وتزداد نسبة الإصابة في الإناث اللاتي لديهن زيادة في الوزن.
أعراض الأورام الليفية الرحمية
في مُعظم الحالات تكون الأورام صغيرة، ولا تُسبِّب أي أعراض؛ فليست كل من أصيبت بورم ليفي لديها أعراض، وتقدر نسبة ظهور الأعراض بنحو 35%.
وإذا ظهرت الأعراض فهي عبارة عن:
- ألم ونزيف شديد أثناء فترة الدورة الشهرية أو بعدها.
- الرغبة في كثرة التبول بسبب الضغط على المثانة، وربما حدث الضغط على المستقيم.
- وفي بعض الحالات التي تكون فيها الأورام كبيرة يزداد حجم البطن بشكل كبير مما يجعل المرأة تبدو وكأنها حامل.
- آلام أسفل الظهر.
- ظهور ألم في الحوض لضغط الورم عليه.
- طول مدة الدورة الشهرية.
- ألم أثناء فترة نزول الدم.
- حدوث نزيف.
- حدوث إمساك ومغص.
- ألم أثناء المعاشرة الزوجية أو فترة الجماع.
هل الأورام الليفية تمنع الحمل؟
تأثير الورم الليفي على الخصوبة وفرصة حدوث الحمل نادر، ويصيب أقل من ٣٪ فقط من النساء، ولا شك أن المراد هنا الأورام الليفية في الرحم، وأكثر النساء يتم حملهن في وجود أورام ليفية دون أعراض أو حدوث أي مشاكل. ورغم ذلك فإنه يوجد بعض الأسباب وراء عدم حدوث حمل عند النساء ذوات الأورام الليفيليفيليفية الرحمية:
- أن تشغل الأورام حيِّزًا كبيرًا في تجويف الرحم، وذلك يعوق عملية ثبات البويضة المخصبة أو الجنين.
- أن تغلق الأورام فتحات الخاصَّة بقنوات فالوب بما يعوق وصول الحيوانات المنوية للبويضة أو يعوق وصول البويضة لتجويف الرحم في حالة تخصيبها.
- في حالة وجود ورم ليفي كبير في عنق الرحم قد يسبِّب عائقًا أمام وصول الحيوانات المنوية لداخل الرحم.
- وبعض الأورام الليفية ينمو بصورة كبيرة عند حدوث حمل نتيجة ارتفاع نسبة الهرمونات بالدم، مما قد يزاحم الجنين في مكان نموه، وفي بعض الأحيان يتسبب في إجهاضه.
أسباب الأورام الليفية
لا توجد أسباب واضحة تؤدي إلى تكوُّن هذه الأورام، غير أن الكثير حاول الوصول إلى أقرب الأسباب، مثل:
- السبب الوراثي: فقد اتجه تفكير كثير من الباحثين ناحية العامل الوراثي.
- السبب الهرموني: وذلك مثل هرمون الإستروجين والبروجستيرون، وهما هرمونان يحفِّزان نمو بطانة الرحم أثناء كل دورة حيض استعدادًا للحمل، ويزيدان من احتمال نمو الأورام الليفية؛ إذ كثيرًا ما تظهر هذه الأورام في العمر الذي تنجب فيه المرأة على هيئة:
- زيادة الوزن.
- نقص فيتامين د بالجسم.
- بداية الدورة الشهرية في وقت مبكر.
- على العكس من النقطة السَّابقة فإن الحمل في سن متأخرة يزيد من احتمال حدوث وروم ليفي.
- عدم اتباع نظام غذائي سليم، وتقليل نسبة الخضراوات والفواكه في الطعام.
- استخدام وسائل منع الحمل.
تشخيص الأورام الليفية
قد لا تظهر أعراض كما سلف الذكر في بداية الموضوع؛ لأن الأورام تبدأ صغيرة، وقد تظل صغيرة فلا تحدث مشاكل إذا لم يزدد حجمها، ولكن إذا ظهرت أعراض للورم فلا بد من استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، وقد ذكرنا عدَّة أعراض سابقًا تحت عنوان أعراض الأورام الليفية الرحمية، وإليك أعراض الأورام الليفية في الثدي:
- وجود إفرازات خارجة من الحلمة تلقائيًّا تكون بنية الشكل أو خضراء، ولا تميل إلى لون الدم.
- وجود كتل بالثدي تتحسَّسها المريض عند ملامستها.
- تجعُّد الثدي في المنطقة العلوية.
- وجود ألم يشعر به المريض عند الملامسة أو ألم عام.
- وجود تغيُّر في حجم الثدي غير طبيعية.
- ظهور أي من هذه الأعراض وقت نزول الدورة الشهرية أو قبلها.
وإذا توافرت الأعراض، سواء في الثدي، أو في الرحم، يجب على الطبيب إجراء بعض الفحوصات لمُساعدته في التشخيص، مثل:
- الفحص اليدوي للثدي وتحت الإبط لمعرفة أي تغيُّر غير طبيعي وكذلك فحص العُقد الليمفاوية.
- استخدام الأشعَّة السينية.
- صورة دم كاملة لتحديد مدى إصابة المريض بفقر الدم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي؛ إذ يُعطي مزيدًا من التفاصيل حول الكتل من حيث حجمها وموقعها.
- الفحص بالمنظار، وهو استخدام منظار صغير مزود بإضاءة.
- أخذ عيِّنة من الثدي أي من أنسجة الثدي المصابة وإرسالها إلى المختبر لمعرفة نوع الورم، وهل هو حميد أم خبيث، ولمعرفة بعض التفاصيل الأخرى، وهذه العيِّنة تعرف باسم (الخزعة)، ويذكر البعض أنها الطريقة القطعية الوحيدة لمعرفة نوع الورم وبعض التفاصيل المهمة عنه.
علاج الأورام الليفية دون جراحة
من أحدث الوسائل العلاجية الآن ما يسمَّى قسطرة الرحم، وقسطرة الرحم تجنب المريضة الجراحة وإزالة الرحم.
- والقسطرة أنبوب بلاستيكي رفيع جدًّا يدخل من فتحة صغيرة لا تتعدى ٣ مللي في شريان بأعلى الفخذ، ويساعد التصوير بالأشعَّة على توجيه تلك القسطرة إلى أن تصل إلى الشريان المغذِّي ، ومن خلال القسطرة تحقن حبيبات طبية دقيقة تغلق هذه الشرايين المغذية للألياف الرحمية، فينقطع عنها الغذاء والأكسجين؛ مما يؤدي لضمور أي ورم ليفي موجود، وتبدأ الأعراض بالاختفاء، وخاصة النزيف وآلام الدورة الشهرية؛ فتقوم قسطرة الرحم بقطع التغذية والدم عن الورم الليفي الرحمي؛ وذلك مما يؤدي إلى ضموره. وتبلغ نسبة النجاح في هذه العملية مبلغًا عاليًا؛ إذ يقدره بعض الأطباء بـــ90%.
- ولا شك أن هذه الطريقة التي تعتمد على القسطرة والأشعة التداخلية أفضل بكثير من الجراحة؛ لأن الجراحة قد تكون غير ناجحة، وقد يحدث نزيف أثناء إجراء عملية الجراحة، ويتم فقدان كثير من الدم، وقد يحدث بعدها عدَّة مضاعفات، وقد يصاحب الشق الجراحي تكون نسيج ندبي في تجويف البطن؛ مما يؤدي لمضاعفات مثل حُدوث انسداد في قناة فالوب أو انسداد جزء من الأمعاء.
- وعملية استئصال الأورام بالجراحة قد تُصاحبها أضرار بالرحم، وقد يؤدي الأمر إلى ؛ مما يزيد مخاطر حدوث تمزق في جدار الرحم في أثناء الولادة على عكس العلاج بالأشعة التداخلية، وتوجد أيضًا تقنيات تعتمد على الليزر والتبريد، وهي تقنيات ضمن العلاجات المتقدمة، وتهدف إلى القضاء على الورم الليفي من خلال الحرارة الليزرية أو التبريد القوي.
علاج الأورام الليفية في الثدي
يكون الورم في الثدي عبارة عن كتلة أو كتَل غير ثابتة، بل قابلة للتحرك عند ملامستها، والفترة التي يكثر ظهور هذا الورم فيها هي فترة البلوغ، وقد تظهر هذه الكتل في أحد الثديين أو كليهما، هذا ومن الممكن ظهور هذا النوع من الإصابة في أي مرحلة عمرية؛ حتى إن الرجل قد يصاب به إلا أن ذلك نادر الوقوع والحدوث، وغالبًا ما يتراوح حجم هذه الكتل بين 1-3 سم، وقد تصل إلى 5 سم إذا تطوَّرت الحالة، ومن خصائصها وصفاتها أنها تكون:
- مطاطية بنية.
- دائرية أو منتظمة الشكل وواضحة الحدود.
- قابلة للحركة تحت الجلد عند تحسُّسها.
ولعلاج أورام الثدي يتبع الأطباء عادةً التعليمات التالية:
إذا كانت أورام الثدي ثابتة نسبيًّا لا تكبر مع الوقت وحجمها صغير؛ فلا يحتاج الأمر إلى استئصال، وتكفي فيه المراقبة؛ فإنه لن يسبب أي ضرر.
أما إن كانت كبيرة أو يزداد حجمها فيجب اتخاذ أحد الإجراءات الآتية:
الاستئصال الخزاعي (Excisional biopsy)
هي عملية جراحية يتم اللجوء إليها لإزالة كتل الثدي الحميدة المعقدة أو العملاقة، والتخدير المستخدم لهذه الجراحة يكون موضعيًّا أو كليًّا.
الاستئصال الخزعي (Vacuum assisted excisional biopsy)
ويكون بضغط الهواء، وهذا الإجراء لا يحتاج لشق جراحي كبير في الصدر، كما في النوع الذي سبق ذكره، ومن الممكن القيام به تحت تخدير موضعي. ويتم اللجوء لهذا النوع من الإجراءات الطبية في حال كانت الكتلة أو الكتل الحميدة في الثدي صغيرة في الحجم.
وهنا يتم إدخال أنبوب مفرغ عبر شق صغير في الثدي؛ ليتم شفط الورم إلى الخارج بالكامل، مع مراقبة ما يحدث في داخل الثدي والتأكد من دخول الأنبوب للمواقع الصحيحة عبر مراقبة الثدي داخليًّا بأشعة فحص الثدي مباشرة على شاشة يراقبها الطبيب. ويتم بعد ذلك إرسال الكتل التي تم استئصالها إلى المختبر لفحصها، ومن الجدير بالذكر أن هذا الإجراء قد يسبب بعض التورم والألم لعدة أيام.
الكي بالتجميد (Cryoablation) أي بغير جراحة
يراقب الطبيب الثدي، وما يحدث فيه من تورم عن طريق الأمواج فوق الصوتية على الشاشة المخصصة لذلك، ويكون الطبيب حاملًا في يده (Cryoprobe) الكرايبروب، فيضغط بلطف على البشرة، حيث يحدث تجميد للأنسجة المحيطة بالورم، وهذا يؤدي إلى تدمير هذا الورم الحميد دون جراحة. ومما يجب التنبيه عليه أن التَّغيُّرات الهرمونية في جسم المرأة تحفز أورام الثدي على النمو والزيادة؛ لذا يجب مُراقبة المراهقات والحامل والمرضع بحذر.
لماذا مركز سات كلينيك لعلاج الأورام الليفية؟
- نستخدم أحدث التقنيات العالمية وأجود الخدمات التي نالت ثقة العملاء في العالم.
- نعمل على تلبية احتياجات المرضى بكل سرور واحترافية في العمل.
- لدى المركز فريق محترف من الأطباء الحاصلين على شهادات دولية في مجال الجراحات العامة والتجميلية.
- تم تصنيف العمليات التي تتم في المركز ضمن قائمة أفضل عمليات التجميل في العالم.
- يقدم المركز أسعار مناسبة لجميع العملاء القادمين إلى تركيا.
الخاتمة
وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تناولنا فيه الأورام الليفية لدى النساء وطرق علاجها.
ندعوكم لزيارتنا في مركز سات كلينيك المتخصص في مختلف أنواع الجراحات ومنها جراحة الأورام والسرطان. وقد أثبت أطباء المركز كفاءة عالية في معالجة أكثر الحالات صعوبة وخطورة وإعادة الأمل للكثير من المرضى.
لا تترددوا بالاتصال بنا وسنكون على أهبة الاستعداد لخدمتكم وتوفير كل الوسائل لتنعموا بأثواب الصحة والعافية في حياتكم.
الأسألة الشائعة
لا يوجد أدلة علمية تثبت أن تضخم الرحم قد يمنع نزول الدورة الشهرية، لكن هذا لا يُعني أن تضخم الرحم لا يسبب مشكلات على الدورة الشهرية.
من المرجح أن تسبب الأورام الليفية الأكبر حجمًا أعراضًا، مثل الألم أو الانزعاج. تعاني العديد من النساء من نزيف حاد في الدورة الشهرية، أو ضغط في الحوض، أو ألم أثناء الجماع، أو تضخم في أسفل البطن. الأورام الليفية الرحمية ليست سرطانية بشكل عام.
إن اختفاء الورم الليفي ممكن جداً خاصة عند الوصول إلى سن اليأس وانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، أو عند استخدام الأدوية مثل ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية التي توقف إنتاج الإستروجين والبروجيستيرون بشكل مؤقت في المبيض لإيقاف نمو الورم الليفي الرحمي.
يمكن من خلال حقن الشريان الرحمي المغذى لللورم الليفي وهي تقنية حديثة في علاج الأورام الليفية. تتم بدون جراحة وباستخدام التخدير الموضعي ومن خلال توجيه موجات فوق صوتية عالية لتدمير الأورام الليفية دون التأثير على الأنسجة المجاورة.
الأورام الليفية الرحمية غير سرطانية ولا تتحول أبدًا إلى أورام سرطانية. ولا ترتبط تلك الأورام بزيادة خطر الإصابة بأنواع سرطان الرحم الأخرى. ويطلق عليها أيضًا الأورام العضلية الملساء أو الأورام العضلية.